×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

من مقنع الإمام الموفّق أبي محمّدٍ.

****

 ولا يُؤْخَذُ دفْعةً واحدَةً؛ لأنَّ مَن أرادَ أن يَأخُذَ العلْمَ دفْعةً واحدَةً فلَنْ يأخُذَ منْه شَيئًا بل؛ لا بدَّ مِنَ التَّدَرُّجِ، والتَّرَقِّي شَيئًا فشَيْئًا.

ولهذا يقولونَ: «مَن ضَيَّعَ الأُصولَ، حُرِمَ الوُصولَ».

والأصولُ: هيَ هذهِ المُخْتصرَاتُ، فاعتَنَوْا - رحمهُمُ اللهُ - بهذهِ المُخْتصراتِ من كلِّ فنٍّ: مُخْتصراتٌ في الفقه، ومُخْتصراتٌ في العَقيدَةِ، ومُخْتصراتٌ في النَّحْوِ، ومُخْتصراتٌ في المَوَاريثِ، ومُخْتصراتٌ في أُصولِ الفِقْهِ، ومُخْتصراتٌ في كلِّ شيءٍ، فكُلُّ فنٍّ له مُخْتصراتٌ تكونُ مبادِئَ ومَدَاخِلَ لعلومِ ذلكَ الفنِّ

وبعْضُ النَّاسِ يحتَقِرُ هذهِ المُخْتصراتِ ولا يَلْتَفِتُ إليهَا، ويذْهَبُ إلى المُطَوَّلاتِ وهذا يُحْرَمُ العِلْمَ؛ لأنَّه لمْ يأْتِ العِلْمَ من أَبوابِه.

قالَ تعَالى ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ [البقرة: 189]

كلُّ شيءٍ يُؤْتَى من بابِه، وأَبوابُ العِلمِ هيَ هذهِ المُخْتصراتُ، ولَهَا أهمِّيَّةٌ عظيمةٌ.

«مِن مُقنِعِ الإمامِ» أي: من كتابِ «المُقْنِعِ» للإمامِ مُوفَّقِ الدِّينِ أبي محمَّدٍ عبدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ قُدَامَةَ المَقْدِسيِّ، إمامِ المَذْهَبِ في وَقْتِهِ.


الشرح