×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

فإنْ خُلِّلَت أو تَنَجَّس دُهْنٌ مائِعٌ؛ لم يَطهُر، وإنْ خَفِي مَوضِعُ نَجاسَةٍ؛ غُسِل حتَّى يُجزَم بزَوالِهِ.

****

فلو أنَّه زَالَت عنه الشِّدَّة، وزال عنه الإِسكارُ، عاد إلى خَلٍّ، فإن عاد بنَفسِه إلى خَلٍّ، عاد إلى الأَصلِ، وهو الطَّهارَة.

«فإنْ خُلِّلَت» أي: إذا خُلِّلَت الخَمْرَة حتَّى تحوَّلت إلى خلٍّ، فالصَّحيحُ أنَّها لا تَطهُر ([1])؛ لأنَّ فِي تَخلِيلِها إبقاءً لها، وحَبسًا لها، وهي يَجِب أن تُهْدَر فِي الحالِ ولا تُؤَخَّرَ.

وقد سُئِل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ تُتَّخَذُ خَلًّا فَقَالَ: «لاَ» ([2])، وأَمَر بإِزالَتِها.

قال: «أو تَنَجَّس دُهْنٌ مائِعٌ لم يَطهُر»، «الدُّهن» المتنجّس على قسمين:

إن كان جَامِدًا؛ فإنَّها تُؤخَذ النَّجاسَة وما حَولَها، والباقي يُستَعمَل.

وإنْ كان مائِعًا فإنَّه يُهْدَر؛ لأنَّ النَّجاسَة صارت فيه كُلِّه، فيُهْدَر ويُهْرَق؛ لأنَّه جاء فِي الحَديثِ الصَّحيحِ: «إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلاَ تَقْرَبُوهُ» ([3]).

فلِذَلِكَ فرَّقوا هَذَا التَّفرِيقَ بين المَائِعِ والجَامِدِ؛ لِهَذا الحَديثِ، ولكنَّ آخِرَ الحَديثِ، وهو قَولُه: «وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلاَ تَقْرَبُوهُ»، يَقُولُون: هَذِه الرِّواية ما ثَبتَت، وأمَّا أوَّلُ الحَديثِ فهو صحيحٌ.


الشرح

([1])انظر: «الإنصاف» (1/ 318).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1983).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (3842)، والبيهقي رقم (19405).