باب الاسْتِنْجاءِ
يُسْتَحَبُّ
عِنْدَ دُخُولِ الْخَلاَءِ قَوْلُ: «بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ
وَالْخَبَائِثِ».
****
«باب الاسْتِنْجاءِ» الاستنجاءُ: في اللُّغة
يكون مأْخُوذًا من النَّجْو، وهو القطع، تقول: «نجا الشَّجرةَ»، إِذَا قطَعها،
فالاستنجاءُ معناه القطْعُ ([1]).
وأَمَّا الاستنجاءُ
في الشَّرع فهو: إِزَالةُ أَثَر الخارج من السَّبيلَيْنِ، من بولٍ أَوْ غائِطٍ؛
لأَنَّه نَجِسٌ، فيُزال أَثَرُ النَّجاسة من السّبيلَيْنِ، إِمَّا بالماءِ - وهو
ما يُسمَّى بالاستنجاءِ - وإِمَّا بالاستِجْمار بالحِجارة، كما سيأتي.
ولا يجوز أَنْ يترك
الإِنْسانُ أَثَرَ الخارج على فرْجه من بولٍ أَوْ غائِطٍ ويُصلِّي، بلْ لابدَّ من
أَنْ يستنجي بالماءِ أَوْ يستجمر بالحِجارة، فلو صلَّى وهو غيرُ مُستجْمِرٌ وغير
مُسْتنجٍ، فصلاتُه باطلةٌ؛ لأَنَّه لم يُزلِ النَّجاسةَ.
لمَّا كان الاستنجاءُ إِزَالةَ أَثَرِ الخارج من السَّبيلَيْنِ، وخروجُ الخارج من السَّبيلَيْنِ يحتاج إلى مكانٍ، فليس الإِنْسانُ مِثْلَ الحيوان، يتبوَّل، ويُروِّث في أَيِّ مكانٍ؛ بلْ كرَّمه الله، فلا يقضي حاجتَه إلاَّ بمكانٍ خاصٍّ ينعزل عن النَّاس، وهذا من تكريم الله لبني آدَمَ.
الصفحة 1 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد