فلمَّا كان الآدميُّ
يحتاج إلى مكانٍ لقضاءِ الحاجة، كان هذا المكانُ على قِسْمَيْنِ:
إِمَّا أَنْ يكون
فضاءً، وإِمَّا أَنْ يكون بِناءً، وهذا موضوعُ هذا الباب.
فالحالةُ الأُولى: إِذَا أَرَاد أَنْ
يقضي حاجتَه في بُنْيانٍ، فإِنَّه يُستحبُّ عند دخوله هذا المكان أَنْ يقول: «بِسْمِ
اللهِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ»، فيدخل بهذا
الذِّكْرِ؛ لأَنَّ هذه الحُشوشَ مواطنُ الشَّياطين، فلو دخل من غير ذِكْر الله؛
ضرَّتْه هذه الشَّياطينُ، فإِذَا ذُكِرَ اللهُ قبل الدُّخول، فإِنَّه بذلك
يَسْلَمُ من الشَّياطين التي تستوطن هذه الحشوشَ وهذه المواضعُ القَذِرةُ؛ لأَنَّ
الشيطان لا يناسبه إلاَّ المواضعُ القَذِرةُ، فهي مساكنُ الشَّياطين، ومساكنُ
الجِنِّ، فالمسلمُ يتحصَّن عند دخوله هذه المواطنِ بذِكْر الله عز وجل.
ولا يقولُ: «الرَّحْمَن
الرَّحِيْم»؛ بل يقتصر على ما وَرَدَ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان
إِذَا أَرَادَ الدُّخولَ، يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» ([1])، هذا في «الصَّحيح».
«الخُبُث» ([2])، بضمّ الباء، جمعُ خبيثٍ، وهُمُ الذُّكُور، و«الخبائِثُ» جمعُ خبيثةٍ، وهي الإِنَاث، فهو استعاذةُ مِنْ ذُكْران الشَّياطين، ومن إِنَاثِهم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (142)، ومسلم رقم (375).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد