×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وهو الرّاجح في مذهب أحمد، وربّما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع، وزدت ما على مثله يعتمد.

****

وإنَّنا نُلاحِظُ أنَّ كثيرًا ممَّن يَنتَسِبُونَ لطَلَبِ العِلْمِ في هذَا الزَّمانِ يَبْدَءُونَ بالكُتُبِ المُطَوَّلَةِ، وكتُبِ الخِلافِ، وهُم لمْ يَمُرُّوا على تلكَ المُخْتصرَاتِ، فلا يَحْصُلونَ علَى شَيءٍ، كمَا قيلَ: «مَن ضَيَّعَ الأُصولَ، حُرِمَ الوُصولَ». وكما قيلَ أيْضًا: «حِفْظُ المُتُونِ يُقَوِّي المُتُونَ».

فلا بُدَّ مِن حِفْظِ هذهِ المُتونِ، وتفَهُّمِ مَعانِيها على أيدِي العُلماءِ.

ويَجِبُ الحَذَرُ منَ الَّذينَ يُزَهِّدونَ في الحِفْظِ؛ فإنَّ الحِفْظَ هو أسَاسُ العِلْمِ.

«وهو الرّاجح» هذا القَوْلُ الَّذي اخْتارَهُ المُخْتصِر من «المُقنِع» هو الرَّاجِحُ عندَه «في مَذهَبِ أحمَدَ».

وقد يكونُ غيرَ راجِحٍ في الوَاقِعِ، لكنْ هذا اجْتِهادُهُ، والغالِبُ - والحمْدُ للهِ - أنَّه راجِحٌ، لكن قد يكونُ في بعْضِ المَسائِلِ ما اخْتارَهُ مَرْجُوحًا، كما هو مَعْرُوفٌ.

و«أحمَدُ»، المُرادُ به إمامُ المَذْهَبِ أحمدُ بنُ حنبَلَ الشَّيْبانيُّ، رحمه الله، أحَدُ الأئِمَّةِ الأربَعَةِ، وأحَدُ كبارِ المُحَدِّثِينَ، فهُو مُحَدِّثٌ فَقيهٌ، رحمه الله.

وهو أبو عبدِ اللهِ أحمَدَ بنِ حنبل الشَّيبانيُّ، نسْبةً إلى شَيْبانَ بنِ ذُهل، أحَدِ أجْدادِهِ.

وُلِدَ رحمه الله، في بغْدادَ، ونشَأَ بهَا، ثمَّ رحَلَ في طلَبِ العِلْمِ إلى مكَّةَ والمَدينَةِ واليمَنِ، والْتَقَى بحُفَّاظِ الحَديثِ ورُواةِ الحَديثِ وروَى عنْهم حتَّى أصْبَحَ من كِبارِ المُحدِّثينَ، وعُدَّ إمَامَ أهْلِ السُّنَّةِ.


الشرح