ومنْ تلامِيذِه
الإمَامُ البُخارِيُّ، والإمَامُ مُسْلِمٌ، والإمَامُ أبو داودَ، والإمَامُ
التِّرْمِذِيُّ.
هؤلاءِ مِن
تَلامِيذِ الإمَامِ أحمَدَ في الحَديثِ، ولهُ تلامِيذُ في الفِقْهِ كثيرونَ
أخَذُوا عنْه المَذْهَبَ.
ولهُ مؤلَّفاتٌ منْ أهمِّهَا:
«المُسْندُ» في الحديثِ، ثَلاثُونَ ألفِ حديثٍ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
سُمِّيَ بـ «المُسنَدِ» لأنّه يَذْكَرُ ما رُوِيَ عنِ الصَّحابيِّ في مَكَانٍ
واحِدٍ، ثمَّ يَذْكُرُ ما يُرْوَى عنِ الصَّحابيِّ الآخَرِ.
ومنْ مُؤَلَّفاتِه
كِتابُ «التَّفسيرِ بالأَثَرِ»، يقولونَ: إنَّه يَحْتوِي علَى مائَةٍ وخمْسينَ
ألْفِ حديثٍ عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في التَّفْسير.
ومن كُتُبِه: «الرَّدُّ
علَى الزَّنادِقَةِ والجَهميَّةِ»، وهو مَطْبوعٌ موجودٌ.
ولكنَّه لمْ
يُؤَلِّفْ في الفِقْهِ؛ وذلكَ لِوَرَعِهِ رحمه الله، وإنَّما أخَذَ تلاميذُهُ
مذهَبَهُ منْه مُشَافَهَةً في الدُّرُوسِ، ومِن فَتاوَاهُ، ومِن رسَائِلِه الَّتي
يُرْسِلُها أجْوِبَةً إلى الأقْطارِ، فجَمَعُوا مَذْهَبَه مِن هذهِ المَصادِرِ،
ممَّا سَمِعُوهُ منْه مُباشَرَةً في دُروسِه، وممَّا أَفْتَى بِه علَى النَّوازِلِ
الَّتي يُسْأَلُ عنْها، وممَّا أرْسَلَهُ إلى تلامِيذِه وإلى العُلماءِ
المُعَاصِرينَ لهُ، فجَمَعُوا من ذلك مَذْهَبَه.
وأكبَرُ مَنِ
اهْتَمَّ بذلك خَمْسةٌ: ابنُه عبدُ اللهِ، وابنُه صالحٌ، والمَرْوذِيُّ والأثْرمُ،
والحَرْبيُّ. هؤلاءِ هُم أَشْهَرُ مَن رَوَى عنْه، واعتَنَى بمَذْهَبِه.
ثم قالَ: «وربَّما حُذِفَتْ منْه» يعنِي: منَ «المُقْنع»، «مَسائِلُ نادِرَةِ الوُقوعِ» يعْنِي: قليلةَ الوُقوعِ«وزِدتُّ ما علَى مِثْلِه يُعْتَمَدُ» يعني: استَبْدَلَ بها أقْوالاً يَكْثُرُ وُقُوعُها، ويُحْتاجُ إليها أخذْتُها منْ غيْرِ «المُقنِع»،