وهذه ما تُسَمَّى بزياداتِ المُخْتَصَر، وهيَ
قليلةٌ مَحْصورةٌ، ولذا قال: «رُبَّما» الَّتي للتَّقْليلِ، فلمْ يَذْكُرْها
لأنَّها لا تَمَسُّ الحاجَةُ إليهَا.
وهكذا يَنبَغِي
للعالِمِ أن يعتَنِيَ بما يَحتاجُ إليهِ النَّاسُ، أمَّا المَسائِلُ الَّتي يقِلُّ
وقوعُها، أو المَسائِلُ الغَريبَةُ، أو النَّادِرَةُ، فهذِه لا يُوَلَّيها
اهْتِمامَه.
وهكذَا طالِبُ
العِلْمِ أيْضًا، يَجِبُ عليهِ أن يَهْتَمَّ بما هو كثيرُ الوُقوعِ، ويَحْتاجُ
النَّاسُ إليهِ، ولا يَشتغِلُ بالأشْياءِ الَّتي يقِلُّ وُقوعُها مِن غَرَائِبِ
الأَقْوالِ.
وهكَذا الكِتابانِ «المُقْنِع»
و«مُخْتَصَرُهُ» يُعْتَبَرانِ من أعْيانِ كُتُبِ المَذْهَبِ.
أمَّا الأوَّلُ:
وهُو المُقْنِعُ، فقدْ أقْبَلَ النَّاسُ عليهِ واعْتَنَوْا بِشَرْحِه، ولهُ شُروحٌ
كبيرةٌ منْها:
«الشَّرحُ الكَبيرُ» لشمسِ الدِّينِ
عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي عُمَرَ، المَشْهورِ بـ«الشَّرحِ الكبيرِ» وهُو مَطْبوعٌ.
ومنْها «الإنصافُ»
للمِرْداوِيِّ، في مَعْرفَةِ الرَّاجِحِ منَ المَرْجوحِ من مَسائِلِ الخِلافِ.
ومنْها «المُمْتِعُ
شرْحُ المُقنِعِ» لابنِ المُنَجِّي، وهُو مَطْبوعٌ أيضًا.
ومنْها «المُبْدِعُ
في شرحِ المُقْنِع» لإبراهيمَ بنِ مُفْلِح، من بَيْتِ آل مُفْلِح، وهُو مَطبوعٌ
أيضًا، ومَشهورٌ، ومَرْجِعٌ عظيمٌ في الفِقْهِ.
وأمَّا الثَّاني: وهو «المختصَرُ» الذي بينَ أيْدِينا، فلَهُ شرْحٌ واحِدٌ - فيمَا أعْلَمُ - وهُو «الرَّوْضُ المُرْبِعُ شرحُ زادِ المُسْتَقْنِع» لشيخِ الحنابلَةِ في وَقْتِه مَنصورِ بنِ يونسَ البُهُوتي رحمه الله