×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ويَبطُل التَّيمُّم بخُروجِ الوَقتِ، وبمُبطِلاتِ الوُضوءِ، وبوُجودِ الماءِ، ولو فِي الصَّلاةِ، لا بَعدَها.

****

وهَذَا على القَولِ بأنَّ التَّيمُّم مُبيحٌ للصَّلاةِ لا رافِعًا للحَدَث، فإذا قيل: إنَّه مُبيحٌ، وهو المَذهَب ([1])؛ فإنَّه لابدَّ من تَعيينِ ما يَتيَمَّم له، فإذا نَوَى شَيئًا: استَباحَه ومِثلَه وما دُونَه، ولا يَستَبِيحُ ما هو أَعلَى منه.

وأمَّا على القَولِ الثَّانِي: أنَّ التَّيمُّم رافِعٌ للحَدَث، مِثلُ طَهارَةِ الماءِ - وهَذَا هو الصَّحِيح - فلا حاجَة إلى هَذِه التَّفريعَاتِ.

«وإنْ نَوَى نَفْلاً أو أَطلَقَ لم يُصَلِّ به فَرْضًا» هَذَا على القولِ الأوَّلِ: أنَّ التَّيمُّم مُبيحٌ وليس رَافِعًا.

«وإن نَواهُ صَلَّى كلَّ وَقتِه فُروضًا ونَوافِلَ» إذا نَوَى الفَرضَ، استَباحَ النَّافِلَة، فله أن يُصلِّيَ كلَّ الوَقتِ فُرُوضًا ونَوافِلَ؛ لأنَّه نَوَى الشَّيءَ الأَعلَى، فيَستَبِيحُ ما هو أَدنَى منه من العِبادَاتِ، ما دام وَقْتُ الصَّلاةِ الَّتي تيمَّم لها بَاقِيًا.

«ويَبطُل التَّيمُّم» بثَلاثَةِ أَشياءَ:

الشَّيءُ الأوَّل: «بخُرُوجِ الوَقتِ»؛ هَذَا على القَولِ الأول: أنَّه مُبيحٌ وليس رَافِعًا، وعَلَى القَولِ الثَّانِي: أنَّه رافع، فإنه لا يَبْطلُ بخُروجِ الوَقتِ.

الشَّيءُ الثَّانِي: «وبمُبطِلاتِ الوُضوءِ» يَبطُلُ التَّيمُّم بنَواقِضِ الوُضوءِ؛ وهَذَا لا خِلافَ فيه.


الشرح

([1])انظر: «الكافي» (1/ 64).