وَعِنْدَ
الْخُرُوْجِ مِنْهُ: «غُفْرَانَكَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي
الأَْذَى وَعَافَانِي».
****
وفي روايةٍ: «الخبْث»
([1])، بإسكان الباء، هو
الشَّرُّ، والخبائِثُ: الشَّياطينُ، فيكون اسْتَعَاذَ مِنَ الشَّرِّ وأَهْلِه.
والاستعاذةُ:
اللجُّوءُ إلى الله سبحانه وتعالى.
«وعند الخروج منه» أَيْ: من موضع
الخلاءِ يقول: «غُفْرانك»، أَيْ: أَسْأَلُك غُفْرانَك، فـ «غُفْرانُك»: مصدرٌ
منصوبٌ بفعلٍ محذوفٍ، تقديرُه: أَسْأَلُكَ غُفْرانَك.
و«الغُفْرانُ»:
هو سترُ الذَّنْب، والعفوُ عنه.
لكنْ هلْ حصل منك
خطيئَةٌ في هذا الدُّخول، حتَّى تستغفر؟، وما المُناسَبة؟
قالوا: المُناسَبة -
والله أَعْلم - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كان يذْكُر اللهَ دائمًا،
كان يذْكُر اللهَ على كلِّ أَحْيانه ([2])، إلاَّ إِذَا دخل
الخلاءَ فإِنَّه يترك الذِّكْرَ، فهو يستغفر من هذا التَّقصير، وهو تركه ذِكْرَ
الله داخل الخلاءِ.
فهذا يدلُّ على
أَنَّه مطلوبٌ من العبد أَنْ يكثرَ من ذِكْر الله، وأَلاَّ يغْفلَ عنه.
«الحمدُ للهِ» هذا ثناءٌ على الله جل وعلا، على نعمةٍ حصلتْ، وهي خروج الأَذى الذي هو البولُ أَو الغائِطُ؛ فإِنَّه لو انْحَبَسَ في الإِنْسان لَأَهْلَكَه، فخروجه نعمةٌ.
([1])انظر: «المطلع» (ص: 11 - 12).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد