كذلكَ الجاريةُ،
يعني: الأُنثَى - صغيرةً كانت أو كبيرةً - بولها لا يختلفُ عن بولِ غيرها، يجِبُ
غسلُهُ.
فإن قيلَ ما الفرقُ
بينَ الغلامِ وبين الجاريةِ؟
يُقَالُ: اللهُ
أَعْلم، جَاء الحديثُ بهذا، ونَحنُ لا ندري، فننفِّذُ أمرَ الرَّسولِ صلى الله
عليه وسلم، وإن لَم نَعْلمِ الحِكْمةَ.
وبعضُ العلماءِ
يقولُ: الحِكمةُ - والله أعلم - لأنَّ الغلامَ محلُّ الحفاوَةِ عندَ النَّاسِ
فيحملونَهُ، وغالبًا ما يبُولُ، فيشقُّ على النَّاسِ غسلُهُ الغسلَ الكاملَ، فمن
بابِ التَّخفيف اكْتُفِي بالنَّضحِ؛ لأنَّ المشقةَ تجلبُ التَّيسيرَ، وأمّا
الجاريةُ فليست كذلك، فيبقَى بولُها على الأصلِ ([1]).
وبعضُهُم يقول: لا؛
لأنَّ الغلامَ في الأصلِ مخلوقٌ من التُّرابِ، وهُو آدمُ عليه السلام، والتُّرابُ
طاهِرٌ.
وأمّا الأُنثى، فهي
مخلوقةٌ من الدَّمِ واللَّحمِ؛ لأنَّ حوَّاءَ خُلِقَت من آدمَ عليه السلام، فهي
مخلوقةٌ من الدَّمِ واللَّحمِ، فصارَ بينهما فرقٌ في أصلِ الخِلقةِ، ولذلك اخْتلفَ
حكْم بولِهِمَا، واللهُ أعلمُ.
والإمامُ الشَّافعيُّ رحمه الله يقول: لم يظهر لي فرقٌ من السُّنَّة ([2]).
([1])انظر: «فتح الباري» للحافظ ابن حجر (1/ 391).
الصفحة 2 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد