لأَنَّه أَثَرُ
عبادةٍ فيكون جمالاً لأَصْحابه يوم القيامة، ولهذا يُقال للرَّسُولِ صلى الله عليه
وسلم: قائِدُ الغُرِّ المُحجَّلين، أَيْ الذين يأْتون يوم القيامة غُرًّا
مُحجَّلين ([1]) مِنْ آثار
الوُضوءِ.
فهو عبادةٌ عظيمةٌ
ينبغي العنايةُ به، قال صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِْيمَانِ»
([2])، يعني: نصْفَ
الإِيْمان.
وقال: «وَلاَ
يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إلاَّ مُؤْمِنٌ» ([3])
فالوُضوءُ عبادةٌ
عظيمةٌ يجب العنايةُ به.
وفُرض الوضوءُ مع
فرضِ الصَّلاةِ، وقدْ فُرضتِ الصَّلاةُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في
مَكَّةَ قبل الهجرة، فُرِضَتْ عليه ركعتين ركعتين وصلاَّها في مَكَّةَ، وفُرِضَ
الوُضوءُ معها.
لكنْ يُشكِل على هذا
أَنَّ الوُضوءَ نَزَلَ في آية المائِدة، وآيةُ المائِدة مدَنِيَّةٌ، وهي مِنْ آخِر
ما نَزَلَ، فما الجوابُ؟
قالوا: الجوابُ: أَنَّ
الوُضوءَ أتتْ به السُّنَّةُ العمليَّةُ، وجَاءَتْ آيةُ المائِدةِ مُؤَكِّدةً
لذلك.
«فُروضُ الوُضوءِ»، يعني أَعْضاءَ
الوُضوءِ التي لا يصحُّ إلاَّ بغَسْلِها.
«وصِفتُه» أَيْ: صفةُ عمليَّةِ الوُضوءِ، كيف يتوضَّأُ الإِنْسانُ؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد