×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

فُرُوضُهُ سِتَّةٌ: غَسْلُ الْوَجْهِ، وَالْفَمُ وَاْلأَنْفُ مِنْهُ، وَغَسْلُ الْيَدَيْنِ.

****

«فُرُوضُهُ سِتَّةٌ»: أَيْ فُروضُ الوُضوءِ وهي أَعْضاءُ الوُضوءِ التي لا يصحُّ إلاَّ بغسلها.

الفرْضُ الأَوَّلُ: «غَسْلُ الْوَجْهِ، وَاْلفَمُ وَالأَْنْفُ مِنْهُ» فيجب غَسْلُ الوجْه؛ لقوله تعالى ﴿فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ [المائدة: 6]، والفَمُ والأَْنْفُ مِنَ الوجْه لأَنَّهما في حُكْم الظَّاهر، ولأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَتَمَضْمَضُ ويَسْتَنْشِقُ، وأَمَرَ بذلك صلى الله عليه وسلم، فهُما مِنَ الوجْه بدليل أَنَّ الصَّائِمَ لو وَضَعَ في فَمِه شيئًا لمْ يُفطِر بذلك حتَّى يَبْتَلِعَه.

الثَّاني مِنَ الفُروض: «غَسْلُ الْيَدَيْنِ»، مِن رُءُوسِ الأَصَابع إلى المِرْفقَيْنِ؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ [المائدة: 6]، أَيْ: مع المرافق؛ لأَنَّ «إلى» بمعنى: «مع»، بدليل أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا توضَّأَ أَدَارَ الماءَ على مِرْفقَيْه ([1]).

فتكون الغايةُ هنا داخلةً في المُغيَّا، فيكون هذا من الاستِثْنَاءِ؛ لأَنَّه معروفٌ أَنَّ الغايةَ لا تدخل في المُغيَّا، إلاَّ في مثل هذه المسْأَلَةِ التي دلَّ الدَّليلُ على دخولها فيها، فتكون «إلى» بمعنى «مع»، كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ - يعني: اليتامى - ﴿إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡۚ [النساء: 2]، يعني: مع أَمْوالِكم.


الشرح

([1])أخرجه: الدارقطني رقم (272)، والبيهقي رقم (259).