×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَمَسْحُ الرَّأْسِ، وَمِنْهُ الأُْذُنَانِ، وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ، وَالتَّرْتِيْبُ.

****

  الفرْضُ الثَّالثُ: «وَمَسْحُ الرَّأْسِ» لقوله تعالى: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ [المائدة: 6] هذا أَمْرٌ، والأَمْرُ يُفيد الوُجوبَ، وقدْ بيَّن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كيفيَّةَ المسْح، بأَنْ وضَع يدَيْه مَبْلُولتيْنِ بالماءِ على مُقدَّم رَأْسِه، على نَاصِيَتِه، ثُمَّ ذهَب بهما إلى قَفَاهُ، ثُمَّ ردَّهُمَا إلى المكان الذي بَدَأَ منه ([1]).

ويجب مسْحُ جميعِ الرَّأْس، فلا يكفي مسحُ بعْضِه؛ لأَنَّ اللهَ جل وعلا يقول: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ فيجب تعميمُ الرَّأْس بالمسْح، ولا يكفي بعضُه.

«وَمِنْهُ الأُْذُنَانِ» فيجب مسْحُهما معه، ويكون قولُه: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ يشمَل الأُذُنيْنِ؛ لأَنَّهما منه.

وكيفيَّةُ مسْحِ الأُذْنين: أَنْ يُدخِل أُصْبُعَيْه السَّبَّابتَيْنِ مَبْلُولتَيْنِ بالماءِ في خُرُوق أُذُنَيْهِ، ويضعَ إِبْهاميْه مبلولتيْنِ بالماءِ على ظاهر أُذُنَيْه ثُمَّ يُديرهما، فيكون مسْحُ أُذُنَيْه باطنًا وظاهرًا، فإِنْ ترك مسْحَ الأُذُنين لمْ يصحَّ وضوءُه؛ لأَنَّه ترَك الرَّأْسَ ولمْ يَمْسَحْه.

الفرْضُ الرَّابعُ: «وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ»؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ [المائدة: 6]، و«إلى» أيضًا بمعنى «مع»، أَيْ: مع الكعبين، فالكعبان يجب غسلُهما مع الرِّجْلَيْنِ.

والمُرادُ بالكعبين: العَظْمان النَّاتِئَان في أَسْفلِ السَّاقِ ([2])


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (183)، ومسلم رقم (235).

([2])انظر: «الصحاح» (1/ 213).