ومَن يؤدِّي
الصَّلاةَ بمن يقضيها، وعكسه، لا مفترضٍ بمُتنفِّل، ولا من يُصلِّي الظُّهر بمن
يصلِّي العصرَ أو غيرها.
****
«وتصِحُّ إمامةُ ولدِ
الزِّنى والجُندي إذا سلم دينهما» تصِحُّ إمامةُ ولدِ الزِّنا إذا كان صالحًا، ولو
كان أصلُه من سِفاحٍ؛ لأنَّ العبرةَ بصلاحِه هو لا بأصلِه.
وكذلك؛ الجنديُّ -
وهو الشُّرطيُّ - لأنَّ الغالِبَ في الجنودِ والشُّرطِ أنهم يظلمون النَّاس، لكنْ
إذا كان هذا الجنديُّ صالحًا، فإنه لا تُكرَه إمامتُه.
«ومَن يؤدي الصَّلاة بمن
يقضيها» أي: تصِحُّ إمامةُ من يؤدي صَلاةً حاضرةً بمن يُصلِّي فائتةً، مثلاً:
الإمام يُصلِّي صلاةَ الظُّهرِ الحاضرِ والذي خلفَه يُصلِّي صلاةَ ظُهرٍ فائتةً،
فإذا سلَّموا يقومُ ويصلِّي الصَّلاةَ الحاضرة؛ لأنَّ الترتيبَ واجب.
«وعكسه» أي: تصِحُّ إمامةُ
مَن يقضي الصَّلاةَ بمن يؤديها، مثلا: الإمام تذَكَّر أنَّ عليه صلاةَ الظُّهرِ
ليومٍ فائتٍ وحضَرَتْ صلاةُ الظُّهرِ اليوم؛ فإنَّه يُصلِّي بجماعتِه، لكن يَنويها
عن ظهرٍ فائتٍ، فإذا سلَّم قام يُصلِّي صلاةَ ظهرِ اليوم.
«لا مفترِض بمُتنفِّل» أي: لا تصِحُّ صلاةُ مفترِضٍ بمتنفِّلٍ؛ الإمامُ يصلِّي نفلاً والمأمومُ يُصلِّي فرضًا، فالمذهبُ أنَّ هذا لا يصِحُّ ([1])؛
([1])انظر: «المغني» (3/ 67).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد