حاجة؛ لأَِنَّ بعضَ المصلِّينَ إِذَا قامَ
للصَّلاة تجِدُه تشْتَغِلُ أعضاؤُه ويداهُ ورِجْلاهُ، يتحرَّكُ، ويتملمَلُ، هَذَا
يدلُّ عَلَى عدمِ الخشوعِ، وفِي الأثَرِ: «لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا سَكَنَتْ
جَوَارِحُهُ» ([1])، فلاَ يَشْغَل
نفْسَهُ بالحركاتِ والعَبَثِ بِشَعْرِه ولِحْيَتِه وأنْفِه.
والمطلوبُ فِي
الصَّلاَةِ الخُشوعُ، قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1- 2].
و«الخُشوعُ»:
هو حُضورُ القلبِ وسُكونُ الجوارِحِ ([2]).
«وتَخَصُّرُهُ» أي: وَضْعُ يديْهِ
عَلَى خاصِرَتِهِ، وهي جنْبُه؛ لأَِنَّ هَذَا فِيه تشبّهٌ باليهودِ.
«وَتَرَوُّحُهُ» أي: يُكْرَهُ
تروُّحُه بمِروحَةٍ يدوِيَّة، وهو يُصلِّي؛ لمَا فِي هَذَا مِن الحركَةِ فِي
الصَّلاَةِ.
ويُكْرَهُ: «فَرْقَعَةُ
أَصَابِعِهِ» أي: غَمْزُها حتَّى يُسْمَعَ لها صَوْتٌ؛ لأَِنَّ هَذَا يَدُلُّ
عَلَى الكسَلِ، ويدُلُّ عَلَى عدَمِ حُضورِ القلبِ.
ويُكْرَهُ: «تَشْبِيكُهَا» بِأَنْ يُدْخِلَ بَعْضَها فِي بعضٍ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُفَقِّعْ أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلاَةِ» ([3])، ورَأَى صلى الله عليه وسلم رَجُلاً قَدْ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فِي الصَّلاَةِ، فَفَرَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابِعَه ([4]).
([1])أخرجه: المروزي فِي «تعظيم قدر الصَّلاَة» رقم (150).