×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

 وسُوَاكًا، ويُطْلَقُ السِّواكُ على العُود الذي يُسْتاكُ به، فهو يُطْلَق على الفعل، ويُطْلَقُ على الآلة التي تُسْتَخدم في السِّواك.

وقدْ بيَّن صاحبُ المَتْنِ ما هي الآلةُ التي يُسْتاك بها، وبيَّن كيفيَّةَ السِّواكِ، وبيَّن أَوْقات السِّواك.

فالسِّواكُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ، ثَبَتَ بها أَحَاديثُ كثيرةٌ، تحُثُّ عليه وتُرَغِّبُ فيه، منها: قولُه صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» ([1]) وغيرُه من الأَحَاديث، مع فعْلِه صلى الله عليه وسلم، فإِنَّه كان يكثر من السِّواك.

فهو سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ لِمَا فيه مِنَ الفوائِدِ العظيمةِ مِنْ إِزَالةِ رائِحةِ الفَمِ الكريهةِ، وتَنْظِيفِه من المُخلَّفات، وتَطْيِيْبِ رائِحَتِه، لا سيَّما عند العبادات، كالصَّلاة، وتلاوةِ القرآن، ودخولِ المساجد، وكذلك عند جلوسِ الإِنْسان مع النَّاس وتحدُّثِه إِلَيهم؛ لأَنَّ مِنْ آداب الجليس، أَنْ يُزِيلَ ما فيه من المُؤْذياتِ حتَّى لا يتأَذَّى به جليسُه.

«التَّسوُّكُ بعُودٍ لَيِّنٍ مُنْقٍ غَيْرِ مُضِرٍّ» هذا بيانٌ للآْلةِ التي تُسْتعمَل، وهي أَنْ تكونَ بعُودٍ لا بخِرْقةٍ أَوْ بأُصْبُعٍ، فإِنَّما تكون بعُودٍ، وأَنْ يكونَ هذا العُودُ ليِّنًا؛ لأَنَّ العُودَ القاسي يَجْرَحُ الفَمَ، خلاف اللِّيِّن فإِنَّه يُنظِّف ولا يَجْرَحُ.

«مُنْقٍ» أَمَّا العُودُ الذي لا يُنْقِي، فهذا لا تحصُل به الفائِدةُ.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (5)، وابن ماجه رقم (289)، وأحمد رقم (7)، وابن خزيمة رقم (135).