مَسْنُونٌ كُلَّ وَقْتٍ،
لِغَيْرِ صَائِمٍ بَعْدَ الزَّوَالِ.
****
«غَيْرِ مُضِرٍّ» لا يكون في
استعماله مضرَّةٌ، كما ذَكَرُوا في بعض الأَعْواد أَنَّها تضرُّ الفَمَ، مثْلَ
عُودِ الآسِ، وهو نوعٌ من الرَّيْحانِ.
«لاَ يَتَفَتَّتُ» يكون صُلْبًا لا
يتفتَّتُ؛ لأَنَّه إِذَا تفتَّتَ زَادَ التَّلوُّثَ تلوُّثًا، وأَفْضلُ ما يكون
مِنَ الأَرَاكِ، وهو شجرٌ معروفٌ، وأَكْثرُ ما يَنْبُتُ في بلاد الحِجَازِ.
كذلك مثْلُه عُودُ
الزَّيْتُونِ، وكذلك العَرْجُونِ، وهو شِمْراخُ النَّخْلَةِ؛ لأَنَّه ليِّنٌ ولا
يتفتَّتُ ويُنْقِي، وكلُّ ما كان بهذه الصِّفة مِنَ الأَعْواد.
«لاَ بِأُصْبُعٍ
وخِرْقَةٍ» لا تحصُل السُّنَّةُ بالتَّسوُّك بالأُصْبُعِ أَوْ بالخِرْقَةِ؛ لأَنَّه
لا يُؤَدِّي الغرضَ المطلوبَ مِنْ تنظيف الفَمِ، فلا تحصُل به السُّنَّةُ.
والصَّحيحُ: أَنَّه
يُستحبُّ السِّواكُ بكلِّ ما يُزِيلُ الأَذَى عن الأَسْنان، سواءُ بعُودٍ أَوْ
بغيره، ويحصُل له مِنَ السُّنَّة والأَجْرِ بقَدْرِ ما حَصَلَ مِنَ الإِنْقاءِ،
فلا مانعَ مِنْ أَنْ يمسحَ أَسْنانَه بأُصْبُعِه، أَوْ يمسحَ بخِرْقَةٍ؛ لأَنَّ
هذا نوعٌ من تنظيف الفَمِ؛ ولكنَّه بالعُود أَحْسنُ وأَتمُّ.
«مَسْنُونٌ كُلَّ
وَقْتٍ» التَّسوُّكُ ليس بواجبٍ، وإِنَّما هو مَسْنونٌ، يعني: مُستحبٌّ، وليس له
وقْتٌ مُعيَّنٌ؛ بلْ يَسْتاك دائمًا كلَّما تمكَّن، فهو مَسْنُونٌ كلَّ وقْتٍ، في
ليلٍ أَوْ نهارٍ، ليس له تحديدٌ، ولكنَّه يُستحبُّ ويتأَكَّدُ في أَوْقاتٍ مُعيَّنةٍ.
«لِغَيْرِ صَائِمٍ بَعْدَ الزَّوَالِ» فلا يُستحبُّ له السِّواكُ في هذا الوقْتِ، على المذهب؛ لأَنَّه يُزِيلُ رائِحَةَ خُلوفِ الفَمِ، الذي هو أَفْضلُ عند الله