×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

    مُتَأَكِّدٌ عِنْدَ صَلاَةٍ، وَانْتِبَاهٍ، وَتَغَيُّرِ فَمٍ.

****

 مِنْ ريحِ المِسْك ([1])، فإِذَا تسوَّك الصَّائِمُ زالتْ رائِحَةُ الصِّيامِ بالفَمِ؛ هذا قَوْلٌ.

والقولُ الثَّاني: أَنَّه يُستحبُّ للصَّائِمِ أَنْ يَسْتاك مطلقًا في أَوَّل النَّهار وفي آخِره وأَنَّه كغَيْرِه، وأَمَّا رائِحَةُ الصِّيامِ فإِنَّ السِّواكَ لا يُزيلُها؛ لأَنَّها تخْرُجُ مِنَ المَعِدَةِ عند فراغِها مِنَ الطَّعام، وهذه الرَّائِحَةُ لا يُزيلُها السِّواكُ؛ لأَنَّ مصدرَها المَعِدَةُ، وليس مصدرُها الفَمَ.

فالصَّحيحُ: أَنَّ الصَّائِمَ كغيره يُستحبُّ له التَّسوُّكُ في كلِّ أَوْقات الصِّيامِ مِنَ الصَّباح والمساءِ، وأَمَّا حديثُ عَلِيٍّ رضي الله عنه: «إِذَا صُمْتُمْ فَاسْتَاكُوا في الْغَدَاةِ، وَلاَ تَسْتَاكُوا في الْعَشِيِّ» ([2])، فهو حديثٌ ضعيفٌ، لا تقوم به حُجَّةٌ، وفي الحديث الذي هو أَصحُّ منه: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لاَ أُحْصِي يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ» ([3]).

«مُتَأَكِّدٌ عِنْدَ صَلاَةٍ» يتأَكَّدُ السِّواكُ عند الصَّلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» ([4]) فيُستحبُّ عند القيام للصَّلاة لأَجْلِ أَنْ يُطيِّبَ رائِحةَ فَمِه للدُّخول في الصَّلاة، ومُناجاةِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى، وتِلاوةِ كِتابِه، ولحُضورِ المَلاَئِكَةِ، فيكونُ قدْ أَزَالَ الرَّائِحةَ الكريهةَ مِنْ فَمِه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151)

([2])أخرجه: الدارقطني رقم (2372)، والطبراني في «الكبير» رقم (3696).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (2364)، والترمذي رقم (725)، وأحمد رقم (15678).

([4])أخرجه: البخاري رقم (6813)، ومسلم رقم (252).