×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَيَسْتَاكُ عَرْضًا؛ مُبْتَدِئًا بِجَانِبِ فَمِهِ الأَْيْمَنِ، وَيَدَّهِنُ غِبًّا، وَيَكْتَحِلُ وِتْرًا.

****

«وانْتِبَاهٍ» من النَّوم؛ لأَنَّ الإِنْسانَ إِذَا نَامَ تتغيَّرُ رائِحَة فَمِه، فإِذَا اسْتَيْقَظَ يُبادِر بالسِّواك؛ لفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ السِّوَاكُ.

«وتَغَيُّرِ فَمٍ» كذلك؛ عند تغيُّرِ رائِحَةِ الفَمِ، كلَّما أَحَسَّ الإِنْسانُ أَنَّ فَمَه فيه رائِحةٌ كريهةٌ، فإِنَّه يُستحبُّ له أَنْ يُزيلَها بالسِّواك في أَيِّ وقْتٍ.

وكذلك؛ السِّواكُ عند الوُضوءِ، قبل المَضْمَضَةِ، يتأَكَّدُ في هذا الموضِع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الرِّوايةِ الأَخْرى: «لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» ([1])، فيَسْتاك ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ، مِن أَجْل أَنْ يَأْتِيَ المَاءُ بعدَ السِّواكِ فيُنظِّف الفَمَ.

«ويَسْتَاكُ عَرْضًا» صفةُ التَّسوُّك: يَسْتاكُ عَرْضًا، بالنِّسْبة للأَسْنان، مِنَ اليمين إلى اليسار، يُديرُ السِّواكَ على ظاهر أَسْنانِه ولِثَتِه، بالنِّسْبة إلى الفَمِ طُولاً، وبالنِّسْبة إلى الأَسْنان عَرْضًا، هذا أَبْلغُ، وأَمَّا لَوِاسْتاكَ طُولاً بالنِّسْبة للأَسْنان، فهذا يَجْرَحُ اللِّثَةَ، أَمَّا إِذَا اسْتاك عَرْضًا فإِنَّه لا يضرُّ اللِّثَةَ.

«مُبْتَدِئًا بِجَانِبِ فَمِهِ الأَْيْمَنِ» لأَنَّه عبادةٌ، والعباداتُ يُبْدأُ فيها باليمين؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَامُنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ، وَفِي طُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ ([2])، ويَقْبِضُ المِسْواكَ بيدِه اليُسْرى، يُديره بيدِه بها؛ لأَنَّه إِزَالةُ أَذًى، وإِزَالةُ الأَذَى تُسْتعمَلُ لها اليَدُ اليُسْرى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري معلقا (2/682).

([2])أخرجه: البخاري رقم (166)، ومسلم رقم (268).