×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وَتَجِبُ التَّسْمِيَةُ فِي الْوُضُوءِ مَعَ الذِّكْرِ.

****

«ويَدَّهِنُ غِبًّا» «الادِّهان» هو دهنُ الشَّعر مِنْ أَجْل أَنْ يُلَيَّن ويُزيلَ شَعْثُه، فيَدَّهِنُ شَعْرَهُ بالدُّهونِ المُناسِبةِ للشَّعر، واللاَّئِقةِ أيضًا بالرِّجال.

و«غِبًّا»، يعني يومًا بعدَ يومٍ، لا كلَّ يومٍ؛ لأَنَّ هذا فيه مبالغةٌ، ويُؤَدِّي إلى النُّعومة والتَّنعُّمِ، فإِذَا كان يومًا بعدَ يومٍ حصَل المقصود بدُونِ مبالغةٍ، ولفِعْلِه صلى الله عليه وسلم، فإِنَّه كَانَ يَتَرَجَّلُ يَومًا بَعْدَ يَومٍ ([1]) «ويَكْتَحِلُ» كذلك مِنَ الآداب الإِسْلاميَّةِ الاِكْتِحالُ في عينه لأَنَّ فيه جمالاً، وفيه أيضًا شِفاءً للعينَيْنِ، وتقويةً للبَصَر، فالاِكْتِحالُ مِنْ سُنَنِ الأَنْبياءِ صلَّى الله عليهم وسلَّم.

«وِتْرًا»، يعني: ثلاثًا، لكلِّ عَيْنٍ ثلاثُ مرَّاتٍ؛ لأَنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، وذلك عند النَّوم، عندما يُريد الإِنْسانُ النَّومَ يَكْتَحِلُ؛ لِفِعْلِهِ صلى الله عليه وسلم ([2]).

والاِكْتِحالُ يكون بالإِثْمِدِ؛ لأَنَّه أَطْيبُ أَنْواعِ الكُحْلِ.

49 «وَتَجِبُ التَّسْمِيَةُ فِي الْوُضُوءِ» مِنْ سُننِ الوُضوءِ، أَنْ يبدأَ بالتَّسمية، بأَنْ يقولَ: «بِسْمِ اللهِ»، لكنِ التَّسْميةُ واجبةٌ، أَمْ سُنَّةٌ في الوُضوءِ؟

الجُمْهورُ؛ على أَنَّها سُنَّةٌ، وذهب الإِمَامُ أَحْمَدُ رحمه الله إلى أَنَّها واجبةٌ في الوُضوءِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4159)، والترمذي رقم (1756)، والنسائي رقم (5055)، وأحمد رقم (16193) عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلاَّ غِبًّا.

([2])أخرجه: الحاكم رقم (8249).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (25)، وابن ماجه رقم (398)، والدارمي رقم (691)، وأحمد رقم (9418).