وَيَجِبُ
الْخِتَانُ مَا لَمْ يَخَفْ عَلَى نَفْسِهِ.
****
فقوله: «لاَ وُضُوءَ»
حَمَلَه على نفي الصِّحَّة، أَيْ: لا وُضُوء صحيحٌ لِمَنْ لمْ يذكُرِ اسْمَ اللهِ
عليه.
والجُمْهورُ،
حَمَلُوه على نفي الكمال، يعني: لا وُضُوء كاملٌ لِمَنْ لم يذكُرِ اسْمَ اللهِ
عليه، مع أَنَّ هذا الحديث فيه مقالٌ.
«مَعَ الذِّكْر» أَمَّا إِذَا
نَسِيَها فوُضُوءُه صحيحٌ، وإِنْ ذَكَرَ التَّسْميةَ في أَثْناءِ الوُضوءِ، سمَّى
في أَثْناءِ الوُضوءِ، وأَكْمَلَ الوُضوءَ، أَمَّا إِذَا لمْ يَذْكُرْهَا إلاَّ
بعدَما فَرَغَ فقدْ فات وَقْتُها، ووُضوءُه صحيحٌ.
«وَيَجِبُ
الْخِتَانُ» مِنْ خِصال الفِطْرةِ الخِتانُ، وهو مِنْ سُنن الأَنْبياءِ، وهو واجبٌ على
الذُّكور، بأَنْ يُزيلَ القُلْفَةَ، وهي الجِلْدةُ التي تُغطِّي الحَشَفَةَ، مِنْ
أَجْل أَنْ تبرُزَ الحَشَفَةُ؛ لأَنَّ بقاءَها فيه تشويهٌ، وفيه أيضًا تلوُّثٌ
بالنَّجاسة؛ لأَنَّ النَّجاسةَ تتكونُ تحت هذه القُلْفةِ وتتراكمُ، فيحصُل بذلك
نجاسةٌ للإِْنْسان.
وهذه الأَوْساخُ
إِذَا تجمَّعتْ تحْت القُلْفة، أَوْ تحْت الظُّفْر، تُسبِّبُ المَرَضَ، كما ذَكَرَ
الأَطِبَّاءُ، فلذلك جَاءَ الشَّرعُ الحكيمُ بإِزَالَتِها، للجمال، ولإِزَالة
الأَذَى؛ لأَنَّ هذا أَكْملُ في الطَّهارة، ولأَنَّ هذا أَصحُّ للجِسْم، وهو مِنْ
سُنن الفِطْرة.
«مَا لَمْ يَخَفْ عَلَى نَفْسِهِ»، فإِنْ خَافَ على نفسه سَقَطَ عنه الوُجوبُ، أَمَّا إِذَا لمْ يَخَفْ على نفسه فإِنَّ الخِتَانَ واجبٌ في حقِّ الذَّكَر.