ثانيًا: ثم يليه السُّلطان،
فلا يتقدَّمُ عليه أحد؛ لأنَّ له ولايةً عامةً، يدخُلُ فيها ولايةُ الإمامةِ في
الصَّلاة، وهذا إذا كان ليس للمسجدِ إمامٌ راتِب وحضَر ذو سُلْطان؛ فإنَّه أَوْلَى
بالتَّقديم.
ثالثًا: صاحبُ البيت، لا يتقدَّمُ
عليه أحدٌ بالإمامةِ في بيتِه؛ وذلك لقولِه صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلاَ يَقْعُدُ عَلَى
تَكْرُمَتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ» ([1]).
رابعًا: «الأَقْرأ
العالمُ فِقهَ صلاتِه» «الأقرأ»: يعني الأجود قراءةً، ليس المرادُ
الأكثرَ حِفظًا؛ بأنْ يُتقِنَ القراءةَ ولا يَلْحَن فيها.
ويكونُ عارفًا فِقهَ
الصَّلاة، بأنْ يكونَ عندَه إلمامٌ بفِقهِ الصَّلاةِ وأحكامِ الصَّلاة.
خامسًا: «ثم الأفقه»
إذا تَسَاوَوا في الصِّفَتين؛ في القراءةِ وفي فقهِ الصَّلاة؛ فإنَّه يُقدَّم
الأكثر فقهًا، وهو الفقيهُ الذي عندَه زيادةُ فقهٍ على فِقهِ الصَّلاة؛ لأنَّه
كُلَّما كثُر فقهُ الرَّجُل فإنَّه يكونُ أحرَى بأن يتخلَّصَ ممَّا يَعرِضُ له من
مشكلاتٍ في الصَّلاة.
سادسًا: «ثمَّ الأسَنُّ»
إذا تساوَوْا في القراءةِ وفي الفقهِ والأفقهية؛ فإنَّه يُقدَّمُ الأسَنُّ منهم؛
لقولِه صلى الله عليه وسلم «وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ» ([2]).
سابعًا: «ثمَّ الأشْرف» فإذا تساوَوا في القراءةِ والفقهِ والسِّنِّ، فإنه يُقدَّم الأشرفُ في النَّسَب، بأن يكونَ من أهلِ البيت - وهو قرابةُ
([1])أخرجه: مسلم رقم (673).
الصفحة 2 / 380