ولا تصِحُّ خلفَ
فاسِق، ككافرٍ.
****
«ومقيم» كذلك إذا تشَاحَّ
مسافرٌ ومُقيمٌ يُقدَّم المُقيم؛ لأنه يُتمُّ الصَّلاة، والمسافرُ يَقصُرُ
الصَّلاة، فيُقدَّم للإمامةِ المقيمُ منهما.
«وبصير» البصيرُ أوْلى من
الأعمى؛ لأنَّ البصيرَ يهتدي إلى القِبلة، والأعمى قد يميلُ عن القِبلة، وكذلك
البصيرُ يتحرَّزُ من النَّجَاسات؛ يتجنَّبُها، والأعمى قد يقعُ في شيءٍ في طريقِه
منها وهو لا يدرِي.
«ومختون» إذا كان واحدٌ
مختونٌ مقطوعُ القلفةِ والآخرُ غيرُ مختون، فإنه يُقدَّم المختون؛ لأفضليتِه؛
ولأنَّه أكملُ طهارةً من الأَقْلَف.
«ومن له ثياب» من له ثيابٌ أكثرُ
ممَّا يسترُ العورة، وآخر ما عنده إلاَّ ما يسترُ العورة، فيُقدَّم من له ثيابٌ
زائدةٌ على ستر العورة؛ لأنَّ هذا مطلوبٌ في الصَّلاة، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ
زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 31].
«ولا تصِحُّ خلفَ
فاسق، ككافرٍ» هذا بيانٌ للذين لا تصِحُّ إمامتُهم:
أولاً: الفاسق، و«الفاسق»:
اسم فاعلٍ من فسَق يفسق، إذا خرجَ عن طاعةِ الله عز وجل.
و«الفِسْق»
في اللغة: الخروج، يقال: «فسَقَتِ التَّمرة» إذا خرجتْ من أكمامِها ([1]).
و«الفِسْق» شرعًا: هو الخُرُوج عن طاعةِ الله عز وجل ([2]).
([1])انظر: «معجم مقاييس اللغة» لابن فارس (4/ 502).
الصفحة 2 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد