قوله: «بل الذي يقال
فيما يثبت به حسن الأعمال...» يعني: ما ثبت أنه حسن، فإنه ليس ببدعة وإن قيل أنه
بدعة، فإنَّ الشرع جـاء بالأمور الحسنة ونهى عن الأمور القبيحـة في العبادات
وغيرها.
وهذا تقرير لما سبق
من أنه إذا قيل: إنه حسن فإنه يكون مندرجًا في السنن، أو يكون مُستثنى من قوله صلى الله
عليه وسلم: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» هذا إذا ثبت بدليل عن النبي صلى
الله عليه وسلم، أما إذا كان بظنون واستحسانات وما شابَهَ ذلك، فهذه لا تكون حاكمة
على الأحاديث الصحيحة.
قوله: «وهذا الجواب فيه نظر...». ومقصود النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) عموم البدع، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقد أُوتيَ جوامع الكلم وفَصْل الخطاب، فلا يمكن أن يُستدرك عليه صلى الله عليه وسلم، أو أن يزاد على ما قاله أو ينقص منه.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد