والكلام في أنواع البدع وأحكامها وصفاتها لا يَتَّسع
له هذا الكتاب، وإنما الغرض التنبيهُ على ما يزيد شُبهة المعارضة للحديث الصحيح
الذي ذكرناه، والتعريف بأن النصوص الدّالة على ذم البدع مما يجب العملُ بها.
والوجه الثاني في ذم المواسم والأعياد المحدثة: ما تشتمل
عليه من الفساد في الدين.
****
مع ما أفاض به رحمه
الله من العلم الغزير في هذا الكتاب، فإنه يعتذر ويقول: إن الكتاب لا يتسع
للاستقصاء.
فهذا يدلُّ على
غزارة علمه رحمه الله وأنه عنده شيء كثير لا يتسع الكتاب أو المكان للإفاضة فيه.
تقدم من كـلام الشيخ
رحمه الله أنَّ المحـدثات في أمر الـدين لا تجوز من وجهين:
الأول: أنها بدعة، وذكر ضوابط
البدعة وأفاض في ذلك إلى أن وصل إلى هذا الموضع، وانتقل إلى الوجه الثاني.
الوجه الثاني: مع كونها بدعة ومخالفة لكتاب الله وسنة رسوله، وما فيها من زيادة على ما شرعه الله ورسوله، فهي تشتمل على مفاسد كبيرة أيضًا، وإن كان أصحابها يزعمون أن فيها مصالح وأنها بدع حسنة، وأن قصدهم الخير، فإن هذا كله لا يسوِّغ لهم ارتكاب البدع، فإن المصالح إنما هي فيما شرعه الله عز وجل وأما ما لم يشرعه الله من الدين فهو باطل وشر، وإن زعم أصحابه أنَّ فيه مصالح.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد