وروى سعيد في ((سننه)): حدثنا حبان بن علي، حدثنا محمد
بن عجلان، عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ
حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([1]).
****
وهذا الحديث روي من
طريقين: من طريق ابن الحسين ومن طريق ابن الحسن رضي الله عنهما، وحاصله:
أنهما أنكرا على من يتردد على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما سألاه عن سبب
ذلك قال: أريد أن أسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، قالا له: النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «لا تجعلوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا،
فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ» يعني: فلا حاجة
إلى التردد إلى القبر من أجل السلام عليه، فإنَّ هذا حاصل في كل مكان - ولله الحمد
- حتى لو كان الإنسان بالمشرق أو بالمغرب.
قوله صلى الله عليه وسلم:
«لاَ تَتَّخِذُوا بَيْتِي» يعني: بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
الذي دفن فيه، لا تتخذوه عيـدًا مكانيًّا تجتمعون فيه وتترددون عليه للتبرك به.
وقوله: «وَلاَ
بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» انظر إلى المقارنة بين بيته وبيوتهم، فلا يُغلى في حق
قبره، ولا يُجفى في حق بيوتهم، نهى عن الغلو وعن الجفاء، الغلو عند قبره والجفاء
في بيوتهم، ففيه الحثُّ على عبادتهم الفرائض في المسجد، والنوافل في البيوت؛
تنويرًا وإحياءً لها، بدل أن تكون ميتة.
وقوله: «وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» هذا محل الشاهد، فالصلاة والسلام عليه مشروعة لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد