والثاني: أنَّ قصد القبور للدعاء عندها، ورجاء الإجابة
بالدعاء هناك، رجاءٌ أكثر من رجائها بالدعاء في غير ذلك الموطن أمر لم يشرعه الله
ولا رسوله، ولا فعله أحـد من الصحـابة ولا التابعين، ولا أئمة المسلمين، ولا ذكـره
أحـد من العلماء ولا الصالحين المتقدمين، بل أكثر ما ينقل من ذلك عن بعض المتأخرين
بعد المئة الثانية.
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجدبوا مرّات
ودهِمتهم نوائب غير ذلك، فهلا جاؤوا فاستسقوا واستغاثوا عند قبر النبي صلى الله
عليه وسلم.
بل خرج عمر بالعباس رضي الله عنهما فاستسقى به، ولـم
يستسقِ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
بل قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كشفت عن قبر
النبيّ صلى الله عليه وسلم لينزل المطر، فإنه رحمة تنزل على قبره، ولم تَسْتَسقِ
عنده، ولا استغاثت هناك.
ولهذا لـمّـا بُنيت حجرته على عهد التابعين بأبي هو
وأمي صلى الله عليه وسلم، تركوا في أعلاها كوّة إلى السماء، وهي إلى الآن باقية
فيها، موضوع عليها شمع على أطرافه حجـارة تمسكه، وكـان السقف بارزًا إلى السماء،
وبُني ذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وست مئة، وظهرت النار بأرض
الحجاز التي أضاءت لـها أعناق الإبل ببصرى، وجـرت بعدها فتنة الترك ببغداد وغيرها،
ثم عُمِرَ المسجد والسقف كما كان.
وأحدث حول الحجرة الحائط الخشبي، ثم بعد ذلك بسنين
متعددة بُنيت القبة على السقف وأنكرها من أنكرها.
****
قوله: «والثاني: قصد القبور للدعاء عندها...» الأمر الثاني مما يدل على كذب مقالة: «إذا أعيتكم الأمور»: أنَّ هذا العمل لم
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد