بناء على ما سبق لو قيل: إنَّ البدعة فيها خير، فالسنة كلها خير، فلماذا تترك ما هو خير كله وتذهب إلى شيء فيه خير ربما يكون مرجوحًا بالشر، هذا من باب التنزل معهم في مجادلتهم، وإلاّ فالبدعة ليس فيها خير أصلاً، فلو كان فيها خير لما نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وشدد النهي فيها وحذّر منها.

شُبه الذين يقيمون الاحتفال بمناسبة مولد الرسول مع الرد عليها:

1- يقولون: نريد إحياء ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لئلا ينساه الناس.

والجواب: إنَّ الله سبحانه رفع ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بما شرع، فلا يذكر الله إلا ويذكر معه الرسول، وذلك في الأذان والإقامة والخطب كما قال تعالى: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ﴾[الشرح: 4].

2- يقولون: نريد أن ندرس سيرته لأجل الاقتداء به.

والجواب: إن دراسة السيرة مشروعة في كل وقت وليس لها وقت خاص، فتدرس في دور التعليم ضمن المقررات، وتدرس في حلق المساجد، ويدرسها الأفراد في كل وقت ولا يخصص وقت إلاّ بدليل.

3- يقولون: إذا كان النصارى يحتفلون بمناسبة مولد المسيح فلماذا لا نحتفل بمولد نبينا؟.

والجواب: إن احتفال النصارى مبتدع لم يأمر به المسيح ولا فعله، ونحن منهيون عن التشبه بهم لا سيما في الغلو في المسيح واعتقاد أنه ابن الله أو هو الله أو ثالث ثلاثة، ومن جملة غلوهم فيه احتفالهم

---

الشرح