وإذا ثبت ذلك فليس علينا من سبب التأثير أحيانًا، فإن
الأسباب التي يخلق الله بها الحوادث في الأرض والسماء لا يحصيها على الحقيقة إلاّ
هو.
أما أعيانها فبلا ريب، وكذلك أنواعهـا أيضًا لا
يضبطهـا المخلوق، لِسعة ملكوت الله سبحانه وتعالى، ولهذا كانت طريقة الأنبياء
عليهم السلام، أنهم يأمرون الخلق بما فيه صلاحهم، وينهَوْنَهم عما فيه فسادهم، ولا
يشغلونهم بالكلام بأسباب الكائنات كما تفعل المتفلسفة، فإنَّ ذلك كثير التعب، قليل
الفائدة، أو موجب للضرر.
ومثل النبي صلى الله عليه وسلم مثل طبيب دخل على مريض،
فرأى مرضه فعلمه فقال له: اشرب كذا، واجتنب كذا، ففعل ذلك فحصل غرضه من الشفاء،
والمتفلسف قد يطوِّل معه الكلام في سبب ذلك المرض وصفته وذمّه وذمِّ ما أوجبه، ولو
قال له مريض: فما الذي يشفيني منه؟ لم يكن له بذلك علم تام.
على أنَّ الكلام في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد
يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودِينه، بحيث يختطف عقله فيتوَلَّه إذا لم يُرزق من
العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين.
ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال،
فلا منفعة فيه، أو أنه وإن أثر، فضرره أكثر من نفعه.
****
قوله: «وإذا ثبت ذلك فليس علينا من سبب التأثـير أحيانًا فإن الأسباب...» إلخ، الحاصل: أنَّ أسباب حصول المقصود للقبوريين ليس مقصورًا على عبادة هذه المعبودات من دون الله،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد