فالله جعل لكل شيء
سببًا يوجد عنده ويتحقق بوجوده، فالأسباب في الكون كثيرة، وليست مقصورة على ما
يزعمون من تأثير معبوداتهم وحصول مقصودهم بسببها، بل حصلت لأسباب أخرى هم لا
يعلمونها، ولا يعلمون إلاّ أنها من قِبَل هذا الولي، أو هذا الضريح، ولا يعلمون
أنَّ لله أسبابًا خلقها في الكون تحصل بها الأشياء غير عبادة القبور ودعاء القبور.
قوله: «أما أعيانها
فبلا ريب، وكذلك أنواعها أيضًا لا يضبطها المخلوق...» نحن لسنا مكلفين بمعرفة
أسباب الأشياء، وحصول نتائجها، وإنما أمرنا بفعل الطاعة، وترك المعصية، فلا نشغل
أنفسنا بالأسباب والمسببات، كيف حصل كذا؟ وما هو السبب؟ كما هو الحال عند الفلاسفة
والحكماء الذين يبحثون عن أسباب الأشياء، فهؤلاء لن يصلوا إلى نتيجة، فالأسباب
كثيرة ولا يعلمها ولا يحيط بها إلا الله، وعقل البشر محدود لا يدرك ولا أقل القليل
منها، ولذلك لسنا مكلفين بمعرفة الأسباب التي بها يَخلق الله ويَرزق ويُدبِّر
الأمور، وإنما أُمرنا بالتوكل على الله، والاعتماد عليه، والعبادة وفعل الأمر وترك
المنهي، وما عدا ذلك فليس لنا مصلحة بالبحـث فيه، أو السؤال عنـه، أو الحرص على
الاطلاع عليه.
قوله: «ومَثَل النبي صلى الله عليه وسلم مثل الطبيب...» أي: أنَّ حال النبي مع أمتـه كالطبيب، فإن الطبيب لو دخل على مريض، للنظر في علّته ثم عرفها، ثم وصف له الدواء، وقال له: تناول هذا الدواء،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد