ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة:
أنَّ الرجل منهم قد يكون مضطرًّا ضرورة، لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له،
لصِدق توجُّهه إلى الله، وإن كان تحرى الدعاء عند الوثن شركًا.
ولو استجيب له على يد المتوسَّل به صاحب القبر أو غيره
لاستغاثته، فإنه يُعاقب على ذلك، ويهوي به في النار إذا لم يَعْفُ الله عنه.
كما لو طلب من الله ما يكون فتنة له، كما أن ثعلبة لما
سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بكثرة المال، ونهاه النبي صلى الله عليه
وسلم عن ذلك مرة بعد مرة، فلم ينتهِ حتى دعا له، وكان ذلك سبب شقائه في الدنيا
والآخرة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ، فَأُعْطِيه إِيَّاهَا، فَيَخْرُجُ بِهَا
يُتَأَبَّطُهَا نَارًا»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟
قَالَ: «يَأْبَوْنَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ» ([1]).
فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقُضِيت حاجته في ذلك الدعاء، وكانت سبب هلاكه في الدنيا والآخرة.
****
قوله: «ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الدّاعين الأدعية المحرمة...» تقدم أنّ حصول الحاجة لبعض المضطرين لا يدلُّ على صحة منهجهم الذي يسيرون عليه، فالمضطر إذا دعا الله استجاب له ولو كان مشركًا، فكيف إذا كان هذا المضطر مخلصًا لله عز وجل ؟
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد