فقصد القبور للدعاء عندها من هذا الباب، بل أشد من
بعضه.
لأنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذها
مساجد، وعن اتخاذها عيدًا وعن الصلاة عندها، بخلاف كثير من المواضع.
وما يرويه بعض الناس أنه قـال: إذا تحيّرتم في الأمور
فاستعينوا بأهـل القبور، أو نحو هذا، فهو كلام موضوع مكذوب باتفاق العلماء.
****
قوله: «فقصد القبور
للدعاء عندها من هذا الباب...» أي: من المنهي عنه لأنه وسيلة إلى الشرك.
بل لو قصد عمودًا في
الطريق ودعا عنده فإنَّ هذا لا يجوز؛ لأن هذا تخصيص من غير مخصص، فقصد القبور أشد
من قصد العامود المجرد، وكذا قصد الحانوت الذي يظن أنَّ فيه بركة أو خيرًا، فهذا
محرم؛ لأنه بدعة، وكل بدعة ضلالة.
قوله: «وما يرويه بعض الناس أنه قال: إذا تحيرتم...» هذا الكلام من كلام القبوريين، وليس مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن أحد من الأئمة المعتبرين، وإنما هذا قول الخرافيين والقبوريِّين، فهو موضوع ومكذوب ومختلق، نسأل الله العافية، لا يلتفت إليه، وعمدة القبوريين والخرافيين على مثل هذا القول؛ لأنه ليس عندهم دليل صحيح من الكتاب والسنة.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد