وقد
تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق والخط، وليس مقصود أحمد هذا، وإنما
قصده أنَّ هذا العمل فيه مصلحة، وفيه أيضًا مفسدة كُره لأجلها، فهؤلاء إن لم
يفعلوا هذا وإلاّ اعتاضوا بفساد لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب
الفجور. ككتب الأسمار أو الأشعار، أو حكمة فارس والروم. فتفطَّن لحقيقة الـدين، وانظر ما اشتملت عليـه
الأفعـال مـن المصالح الشرعية والـمفاسد، بحيث تعرف مراتب الـمعروف، ومراتب
المنكر، حتى تقدِّم أهمها عند الازدحام، فإنَّ هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل. **** من ذلك، وغرض
الشيخ أن يقول: إنَّ بعض الذين يعملون البدع قد يُثابون على نياتهم ومقاصدهم
ومحبتهم للخير، لا أنهم يُثابون على البدعة وعلى عمل المولد، إنما يُثابون على
نياتهم فقط، فقد يكون قصد الذي يعمل المولد النية الصالحة، لكنه أخطأ الطريق، فهو
أحسن من الذي لم يعمل شيئًا ولم ينوِ خيرًا. فينبغي أن تنمي فيه نية الخير ويوجه
إلى العمل الصالح، ولا ينهى عن البدعة فقط ولا يوجه إلى السنة، بل يقال له: اعمل
بالسنة لتؤجر على نيتك وعلى عملك. تلخيص مراد الشيخ في
هذا الكلام: أنّ الإنسان إذا ما عمل عملاً مشتملاً على خيرٍ بوسيلة خاطئةٍ، فإنَّ
المصلحة تقتضي تركه، فكونه يعمل خيرًا معه شيء من الشر، أحسن من الذي لا يعمل
خيرًا قط؛ لأنه إذا نُهي مثلاً عن العناية بالمصحف طباعة وتجليدًا وتحسينًا
وتزويقًا، فسينصرف إلى كتب الضلال، فإذا نهيته عن زخرفة المصحف
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد