وليس الغرض الكلام في مسألة الإمامة، وإنما الغرض: أن
اتخاذ هذا اليوم عيدًا محدث لا أصل له. فلم يكن في السلف لا من أهل البيت ولا من
غيرهم من اتخذ ذلك عيدًا، حتى يُحدث فيه أعمالاً، إذ الأعياد شريعة من الشرائع،
فيجب فيها الاتباع، لا الابتداع، وللنبي صلى الله عليه وسلم خُطَب وعهود ووقائع في
أيام متعددة، مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة،
وخطب له متعددة، يذكر فيها قواعد الدين، ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام
أعيـادًا، وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيـام حوادث عيسى عليه
السلام أعيادًا، أو اليهود، وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتُبع، وإلاّ لم
يحدث في الدين ما ليس منه.
كذلك ما يُحدثه بعض الناس إمّا مضاهاةً للنَّصارى في
ميلاد عيسى عليه السلام، وإمّا محبَّـةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا،
واللهُ قد يُثيبهم على هذه المحبَّة والاجتهاد، لا على البدع، من اتخاذ مولد النبيِّ
صلى الله عليه وسلم عيدًا.
****
فالله جل وعلا قد يُثيب هؤلاء على نيتهم واجتهادهم ومحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لا على ما أحدثوه من البدع، فإن كثيرًا من أهل البدع الآن وأصحاب الموالد يأخذون هذه الجملة أنَّ شيخ الإسلام يرى إقامة المولد؛ لأنه قال: والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، ويحذفون قوله: «لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا» وقوله: «ما يحدثه بعض الناس مضاهاة للنصارى» فالشيخ ما قال هذا وإنما قال: يثابون على محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُثابون على البدعة،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد