ثمَّ منهم مَن عَبَد غيرَ الله ليتقرَّبَ بعبادته إلى
الله. ومنهم من ابتدع دينًا عبدوا به الله في زعمهم كما أحدثته النصارى من أنواع
العبادات المحدثة، وأصل الضلال في الأرض إنما نشأ من هذين: إما اتخاذ دين لم يشرعه
الله، أو تحريم ما لم يحرمه الله. **** ولو لم يرضَ لمنعنا
من هذا الشيء، فنحن نطيع الله عز وجل إذا لم نُطع شرعه فقد أطعنا قَدَرَه! هكذا
يقولون، نحن مطيعون لله لأننا قد فعلنا ما قدّره علينا ولو شاء لَـمنَعَنا من ذلك،
فردّ الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، فالله
جل وعلا نهاهم عن ذلك وأرسل إليهم الرسل لإنكار هذا الشِّرك وإنكار عبادة غير الله
عز وجل. ومراد الشيخ من
إيراد هذه الآية أن الشِّرك يحصل بأمرين: إما بعبادة غير الله، وإما
بتحريم ما أحلَّ الله؛ لأن التشريع حق لله. وقوله: «والشرك يدخل
فيه كل عبادة لم يأذن الله بها» أي: سواء كان ذلك في التوحيد أو في التحليل
والتحريم، فإنَّ هذا لا بد فيه من تشريع الله وأمره ونهيه. أي: منهم مَنْ عبد
غير الله وهو يعلم أن الله هو الخالق الرازق، المحيي المميت، وأنَّ هذا المعبود لا
يملك شيئًا، وإنما هو شفيع عند الله، بزعمه وهو يقرِّب إلى الله زُلفى، كما قال
تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18] فنزّه جل وعلا نفسه عن ذلك وسمّاه شركًا،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد