وقد روي عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي
رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ،
فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ، فَأَحْدَثَ اسْتِرْجَاعًا، وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا، كَتَبَ
اللَّهُ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلهَا يَوْمَ أُصِيبَ» ([1]) رواه
الإمام أحمد وابن ماجه.
فتدبر كيف روى مثل هذا الحديث الحسين بن علي رضي الله
عنهما، وعنه بنته التي شهدت مصابه؟!
****
هذا الحديث عن
الحسين نفسه رضي الله عنه، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «مَا
مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا
فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، إِلا جَدَّدَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ،
فَأَعْطَاهُ مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ»، فهذا فيه ردٌّ على هؤلاء الذين
قلبوا الأمر، وجعلوا هذا اليوم يوم بدعة ويوم شر، إما بحزن وبكاء وعويل، وإما
بسرور وفرح وتوسعة على العيال كما يقولون.
أي: من لطائف حكمة الله سبحانه أن هذا الحديث رواه الحسين وبنته التي حضرت المصيبة وشهدت قتل أبيها، ومع هذا رويا ما يرد على الذين أحدثوا في هذا اليوم ما لم يشرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأصل في هذه الأمور عند حدوثها هو الصبر والاحتسـاب والـدعاء بجبر المصيبة. ولو كان تذكرها في وقت متأخر فيفعل بمناسبته ما شرعه الله ورسوله من الصبر والاحتساب لا بالجزع والنياحة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد