×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وهذه المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله، وتعظيمًا لما لم يعظمه الله، وعكوفـًا على أشياء لا تنفع ولا تضر، وصدًّا للخلق عن سبيل الله، وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، واتخاذها عيدًا، هو الاجتماع عندها واعتياد قصدها. فإن العيد من المعاودة.

ويلتحق بهذا الضرب - ولكنه ليس منه - مواضع تُدَّعى لها خصائص لا تثبت، مثل كثير من القبور التي يقال: إنها قبر نبي، أو قبر صالح، أو مقام نبي، أو صالح، ونحـو ذلك. وقـد يكون ذلك صدقًا، وقد يكون كذبًا.

وأكثر المشاهد التي على وجـه الأرض من هـذا الضرب، فإنَّ القبور الصحيحة والمقامات الصحيحة قليلة جدًّا. وكان غير واحـد من أهل العلم يقول: لا يثبت من قبور الأنبيـاء إلاّ قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وغيره قد يثبت غير هذا أيضًا مثل قبر الخليل عليه السلام.

****

 

هذا كما مرّ سابقًا أن أكثر المقامات والمزارات والآثار المزعومة التي جعل المخرّفون حولها دعاياتٍ كبيرة، ودعوا الناس إلى زيارتها والتردد عليها، أكثرها لا أصل له، وإنما هو مكذوب، ولو ثبت أن له أصلاً فهذا لا يقتضي الغلوّ فيه والتبرك والتمسح به، ولا حتى زيارته، إلا على ما شرع الله -سبحانه - ورسوله زيارته الزيارة الشرعية، فأكثر هذه المزارات وهذه القبور مزعوم ومكذوب.

ولـو ثبت أنَّ منها شيئًا صحيحًا فإنه لا يجوز الغلو فيه، ولا الاعتقاد في أنه ينفع أو يضر، وإنما هو ميت والميت انقطع عمله،


الشرح