لا يملك لنفسه شيئًا
فكيف يقدر على نفع غيره؟! فهو لا يقدر على الدعاء، ولا يقدر على الصلاة، لا يقدر
على عبادة لأنه ميت مرتهن في قبره؛ قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38]،
فالواجب علينا إزاء قبور هؤلاء أن من كان من المسلمين ندعو له ونسلم عليه فقط، لا
أن ندعوه ونستغيث به؛ لأنه مخلوق، وهو لا يقدر على العمل؛ لأنه ميت ونحن أحياء،
ونحن أقدر على العمل منه، فهو دوننا في القدرة، وأما في الفضل فقد يكون أفضل منا،
ولكن ذلك لا يقتضي أن نعظّمه وأن نطلب منه المعونة، فقد كان قبر النبي بين الصحابة
وبين خلفائه الراشدين، وما كانوا يطلبون منه شيئًا، لا يطلبون منه الدعاء وقت
الحاجة، ولا يستفتونه في المشاكل، وإنما كانوا يتدارسونها بينهم، ويلتمسون لها
الحلول من الأدلة الشرعية، وكانوا إذا أجدبوا طلبوا من العباس عم النبي صلى الله
عليه وسلم أن يدعو لهم الله بالسقيا وهم يؤمّنون على دعائه، وما كانوا يذهبون إلى
قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل من العباس بل هو أفضل الأنبياء، وقبره
أفضل القبور، فينبغي لنا أن نقف عند حدود الله سبحانه وتعالى ولا نتماشى مع
الدعايات والضلالات الشيطانية، وإنما نقف مع أدلة الشرع وحدود الله عز وجل.
فالشفاعة إنما تطلب من الحي، والشفاعة معناها: الدعاء، دعاء الله جل وعلا فيطلب من الحي أن يدعو الله، أما الـميت فلا يُطلب منه الشفاعة ولا يُطلب منه أي شيء، إنما يكون هذا في حال الحياة، وفيما يقدر عليه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد