وقد يكون عُلم أنَّ القبر في تلك الناحية، لكن يقع
الشك في عينه. ككثير من قبور الصحابة التي بباب الصغير من دمشق فإن الأرض غيرت
مرات، فتعيين قبر أنه قبر بلال أو غيره لا يكاد يثبت إلاّ من طريق خاصة، وإن كان
لو ثبت ذلك لم يتعلق به حكم شرعي مما قد أُحدث عندها.
ولكن الغرض أن نبين هذا القسم الأول وهو تعظيم الأمكنة
التي لا خِصّيصة لها، إما مع العلم بأنه لا خِصّيصة لها، أو مع عدم العلم بأنّ لها
خصيصة، إذ العبادة والعمل بغير علم منهيٌّ عنه، كما أنّ العبادة والعمل بما يخالف
العلم منهيٌّ عنه، ولو كان ضبط هذه الأمور من الدِّين لَـمَـا أُهمل، ولَـمَـا ضاع
عن الأُمّة المحفوظ دينها، المعصومة عن الخطأ.
****
قبر الخليل قد يغلب
على الظن أنه مات في هذه المغارة، ولكن عين القبر ومكان القبر في هذه المغارة غير
معروف، وهذا لله فيه حكمة، لأجل منع الغلوّ ومنع التبرك به، فالله أخفاه لحكمة.
والصحابة رضي الله عنهم انتشروا في الأمصار بعد الفتوحات، وماتوا ودفنوا هناك ولا
تُعلم قبورهم على التحديد، ولو عُلِمَت لم يجز الغلو فيها وتحرّي الدعاء والصلاة
عندها، فضلاً عن الاستغاثة بأصحابها.
أي: الغرض هو بيان أن هذه القبور - سواء ثبتت أم لم تثبت - لا خِصّيصة لها، وإنما هي كسائر قبور المسلمين، فلا خصّيصة لها بالتعظيم والغلوّ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «أَنْ لاَ تَدَعَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد