قال بريدة بن الحصيب رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، أَنْ
يَقُول قَائِلهُمْ: «السَّلاَمُ عَلَى أَهْل الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ
لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» ([1]).
رواه مسلم.
****
إلى الشرك بالله عز وجل مثل الدعاء عندها
والاستغاثة بها، مع أنَّ أصحابها لا يرضون بذلك، فهم كانوا ينهون عنه في حياتهم،
ويجاهدون ضده، فلا يُفعل هذا عند قبورهم بعد مماتهم؛ لأن هذا منهي عنه، وهو من
الغلو الذي نهينا عنه، كما أنه لا يجوز أن يُبنى عليها ولا يزاد على ترابها، ولا
تُجصص، ولا يكتب عليها، ولا تزين بالألوان والستائر، أو يجعل عندها مصابيح أو
كهرباء أو غير ذلك.
على النقيض فقد حثَّ
الشرع على التشديد في النهي في حق الذين يستهينـون بالقبور، ويسيؤون إليها،
ويجلسون ويقضون حوائجهم عليها، ويتبوّلون عليها، أو يرسلون إليها المياه القذرة،
أو يلقون عليها القمامات، فكل هذا منهي عنه؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا،
وهذه بيوتهم، فلا يجوز أن يُساء إليهم فيها، بل يجب أن تُصان، وتُسور، ويُحافظ
عليها، وتُمنع من الامتهان، هذا هو منهج دين الإسلام وهو دين الوسط في كل شيء.
السلام على الأموات قسمين: سلام عامّ حينما يُمَرُّ بمقابر المسلمين، فإنه يُسلَّم عليهم سلامًا عامًّا، مثل: السلام عليكم
([1])أخرجه: مسلم رقم (975).
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد