×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

قال أبو السَّري الحربي: قال أبو عبد الله: وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس يصلون ويذكرون ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار؟

وهذه إشارة إلى ما رواه أحمد: حدثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قالوا: لو نظرنا يومًا فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا، فقالوا: يوم السبت، ثم قالوا: لا نجامع اليهود في يومهم. قالوا: فيوم الأحد، قالـوا: لا نجامع النصارى في يومهم. قالوا: فيوم العَروبة، وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العَروبة. فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن زرارة، فذبحت لهم شاة فكفتهم ([1]).

****

 

هذا ما يسمّى باللقاء والتعارف بين المسلمين، فالصحابة قبل قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يلتقوا على المحبة وعلى الطاعة، ويتذاكروا في يوم يخصصونه، فذكر بعضهم يوم السبت، قالوا: إنه عيد اليهود، وهم يعلمون أننـا منهيون عن مشابهـة اليهود، وأيضًا هم رفضوا ذلك بموجب الفطرة التي فطرهم الله عليها من بغض اليهود، فتجنبوا هذا اليوم، ثم قالوا: يوم الأحد، فقالوا: يوم الأحد للنصارى، فاجتنبوه كما اجتنبوا يوم السبت، فهداهم الله ليوم العَروبة، وهو يوم الجمعة، وصادف هذا أنَّ الله شرع هذا اليوم للمسلمين، فاختاره الله سبحانه وتعالى لهم لصدق نيتهم ورغبتهم في الخير.


الشرح

([1])أخرجه: عبد الرزاق رقم (5144).