والعيد إذا جُعل اسمًا للمكان، فهو المكان الـذي يُقصد
الاجتماع فيه وإتيانه، للعبادة عنده أو لغير العبادة، كما أنَّ المسجد الحرام
ومِنًى ومزدلفة وعرفةَ جعلها الله عيدًا مثابةً للناس، يجتمعون فيهـا وينتابونهـا
للدعاء والذكر والنسك.
كان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندهـا، فلما
جاء الإسلام محا الله ذلك كله.
****
العيد المكاني: هو المكان الذي
يُقصد للعبادة فيه، أو لغير العبادة، والتردد عليه، فإذا كان يُقصد لغير العبادة
لأجل الأمور الدنيوية، كمجالس الناس ومنتدياتهم، فلا بأس بذلك، وأما إذا قُصد
للعبادة، فهذا لا يكون إلاّ فيما شرعه الله ورسوله، ولا سيما المساجد الثلاثة.
المسجد الحرام وما حولـه
من المشاعر هذه أمكنـة لعبادة الله سبحانه وتعالى والدعاء والتضرع إلىه، والحضور
فيها بين يدي الله في أيام المناسك، ولا تُقصد لأجل أن تعبد هي، فالكعبة لا تعبد
وإنما هي مكان لعبادة الله، فلا تعبد جبال مكة وأرضها، وإنما يعبد الله فيها،
والله جل وعلا قال: ﴿جَعَلَ
ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِيَٰمٗا لِّلنَّاسِ﴾ [المائدة: 97]، يعني: قيامًا لدينهم ومكان
حَجِّهم فالمسجد الحرام مكان لذكر الله عز وجل.
وقد كان للمشركين في الجاهلية أمكنة يترددون عليها، مثل اللات والعُزّى ومناة الثالثة الأخرى، فلما جاء الإسلام محا ذلك كله، وأبقى المشاعر والمساجد التي يُذكر الله جل وعلا فيها.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد