وهذا النوع من الأمكنة يدخل فيه قبـور الأنبيـاء
والصالحين، والقبور التي يجوز أن تكون قبورًا لهم، بتقدير كونها قبورًا لهم، بل
وسائر القبور داخلة أيضًا في هذا.
فإنَّ قبر المسلم له من الحرمة ما جاءت به السنة، إذ
هو بيت المسلم الميت، فلا يترك عليه شيء من النجاسات بالاتفاق، ولا يُوطأ، ولا
يُداس، ولا يُتكأ عليه عندنا، وعند جمهور العلماء، ولا يجاور بما يؤذي الأموات من
الأقـوال والأفعال الخبيثة، ويُستحبُّ عند إتيانه السلام على صاحبه والدُّعاء له،
وكلما كان الميت أفضل، كان حقُّه أوكَدَ.
****
وهذه الأمكنة كانت
سائدة في الجاهلية وقد محاها الإسلام، ومحا معها أيضًا تعظيم القبور، والحضور
والجلوس والاعتكاف عندها، فهذه الأمكنة التي يقصدها بعض الجهّال أو الضلال اليوم
تشبه أمكنة الجاهلية التي كان يُعبد فيها غير الله سبحانه وتعالى.
وقوله: «بل وسائر
القبور أيضًا داخلة في هذا» لا شك في هذا، أنها من اجتماعات الجاهلية، وإن كانت
قبور أنبياء وصالحين وأولياء لله، فلا يشرع الذهاب إليها والاعتكاف عندها بقصد
الاستعانة أو الاستغاثة بأصحابها؛ لأنها لا تنفع ولا تضرُّ، ولأن الاستغاثة
بأصحابها شرك أكبر.
أي: ليس معنى النهي عن الغلو في القبور أنها تُهان، وتُداس، أو يُساء إليها، فالإسلام دين وسط بين الإفراط والتفريط، فقبور المسلمين لها حق، بمعنى: أنها يمنع إيجاد الأذى حولها، من الصخب والكلام السيئ، وأشد من ذلك كل ما من شأنه أن يؤدِّي
الصفحة 2 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد