×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وقد أشرتُ إلى هذا المعنى فيما تقدَّم وبيّنتُ أن الشرائع أغذيةُ القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم يبقَ فيها فضلٌ للسُّنن، فتكون بمنزلة من اغتَذَى بالطَّعام الخبيثِ.

****

العباد وفيه مصلحة، فهذا من باب المصالح المرسلة التي اختلف العلماء فيها، أتعتبر أم لا تعتبر.

هذا وجه قوي في ردّ البدع، فإنّ الناس إذا أحدثوا البدع فإنها تكون سببًا لِـرَفْعِ السُّنن، وهذا شيء مشاهد، وضرب لذلك مثلاً بالإنسان الذي يغتذي بالطعام الخبيث، فإنه لا تبقى عنده شهوة للطعام الطيب؛ لأنه أخذ نهمته من الطعام الخبيث، وكذلك من تمسَّك بالبدع وشغل نفسه بها، فإنه لا يبقى عنده محلٌّ للسُّنن.


الشرح