وزيارة القبور جـائزة في الجملة، حتى قبـور الكفـار،
فإنَّ في ((صحيح مسلم)) عن أبي هريرة قال: قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُِمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي،
وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي» ([1]).
****
فيقول: السلام عليك يا أبا بكر الصديق ورحمة
الله وبركاته، ثم يتأخر قليلاً نحو الشرق فيسلم على قبر أبيه عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، فيقول: السلام عليك يا عمر بن الخطاب، أو يا أبت ورحمة الله وبركاته، ثم
ينصرف، ولم يكن يقف عند القبر ويرفع يديه ويدعو كما يفعل الجهال، بل كان ينصرف؛
لأن المقصود من الزيارة انتهى، وهو السلام على النبي وصاحبيه.
قوله: «وزيارة
القبور» يعني: عموم القبور؛ قبور المسلمين وقبور المشركين والكفار، فزيارة المسلمين
لأمرين: الأول: للاعتبار والاتعاظ بأحوال الأموات، والثاني: لنفع الأموات
بالسلام عليهم والدعاء لهم.
أما زيارة قبور الكفار فهي لشيء واحد وهو الاعتبار فقط، وأما الاستغفار والدعاء لهم والسلام عليهم فإنه لا يجوز، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [التوبة: 113] ولهذا لما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربّه أن يدعو لأمه منعه الله من ذلك، منعه أن يستغفر لها؛ لأنه لا يجوز الاستغفار لمن مات على الشرك، كما في الآية،
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد