وفيه أيضًا عنه قال: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنْتُ
رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ
أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ
الْمَوْتَ» ([1]).
****
ثم سأل ربه أن يزور قبرها فأذن له في ذلك، فزار
قبرها وبكى وأبكى عليه الصلاة والسلام، ولكن لم يرد أنه زارها بعد ذلك، فلم يكن
صلى الله عليه وسلم يتردد على قبر أمه، وهذا فيه ردٌّ على الذين يترددون الآن على
ما يزعمون أنه قبر آمنة بنت وهب أمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء لا دليل
لهم على ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتردد على قبر أمه، إنما زارها
مرة، وما كان المسلمون ولا الصحابة ولا من جاء بعدهم يذهبون إلى قبر آمنة أم
الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الاعتياد والتردد عليه من البدع، ووسيلة من وسائل
الشرك؛ لأن المشرك لا يجوز الاستغفار له، ولهذا منع الله تعالى الرسول صلى الله
عليه وسلم أن يستغفر لأمه، التي هي أقرب الناس إليه، ولم يؤذن بزيارتها إلاّ للرسول
ولم يزرها إلاّ مرّة واحدة، وما كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم ولا بعده
يزورون قبرها.
هذا الحديث فيه أنه صلى الله عليه وسلم تذكّر أمه، وأنه بكى عليه الصلاة والسلام لأنَّ الله تعالى منعه أن يستغفر لها، فبكى لحالها أنها ماتت على الكفر، وأنه لا يُستغفر لها، فقال: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ».
([1])أخرجه: مسلم رقم (976).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد