وفي ((صحيح مسلم)) عن بريدة أنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا» ([1])، وفي
رواية لأحمد والنسائي: «فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَزُورَ فَلْيَزُرْ، وَلاَ تَقُولُوا
هُجْرًا» ([2]).
وروى أحمد عن علي بن أبي طالـب رضي الله عنه: أنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ
الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمِ الآْخِرَةَ» ([3]).
فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارتها بعد النهي،
وعلّل ذلك بأنها تُذكِّر الموتَ، والدار الآخرة، وأذن إذنًا عامًّا في زيارة قبر
المسلم والكافر.
****
لكن البلية حصلت من
الذين يزورون قبرها الآن، لأجل التبرُّك بقبرها، زاعمين أنها مسلمة، مع أنّ الله
سبحانه وتعالى منع رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها، فلو كانت مسلمة لم
يمنعه من الاستغفار لها، فدلَّ على أنها ليست مسلمة كما يقولون، وفي هذا رد على
الذين يزعمون إسلام أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان في أول الإسلام
نهى صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور؛ لأنَّ الناس كانوا قريبي عهد بالشرك،
فخشي عليهم من بقاء آثار الجاهلية، فيقودهم ذلك إلى الاستشفاع بالأموات والاستغاثة
بهم، ولهذا منعهم سدًّا للذريعة، فلما توطّن التوحيد واستقر في قلوبهم، أذن لهم في
زيارة القبور؛ لأنه انتفى المحذور الذي من أجله مُنعوا من زيارة القبور، فكان هذا
ناسخًا للنهي السابق.
وهذا ناسخ للنهي السابق، وفيه بيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ الغرض من زيارتها تذكر الآخرة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد