ومن اعتقد أنَّ أكثر هذه العادات المخالفة للسُّنن
مجمَعٌ عليها، بناءً على أنَّ الأمة أقرَّتها ولم تنكرها، فهو مخطئ في هذا الاعتقاد.
فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة.
****
أدِلة إلاّ أنَّ فلانًا عمل، وفلانًا جرّب، هذه
ليست أدلة في أحكام الشرع، حتى ولو فعله علماء أجلاء؛ لأنَّ البشر ليسوا معصومين.
فليس مجرّد ما عليه
بعض العلماء يُحتجّ به ما لم يكن له مستند شرعي من كلام الله وكلام رسوله، فالكثرة
ليست حجة، الحجة والدليل في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:
﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم
مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123] لا يضل في
الدنيا ولا يشقى في الآخرة ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَى﴾ [طه: 124] فينبغي
أن لا ننساق وراء التقاليد والعادات دون أن نُحكِّم شرع الله سبحانه وتعالى وسُنةَ
رسوله صلى الله عليه وسلم في أفعال الناس وتقاليدهم، بخلاف كثير من الناس الذين
يحكِّمون العادات والتقاليد وما عليه الناس على كتاب الله وسنة رسوله، فتراهُم
يحتجُّون بالكثرة دون دليل، هذا هو الذي ضيع الدين وخرّب الدنيا على الناس.
أولاً: لأنَّ الكثرة كما ذكرنا ليست حجة ما لم تكن على دليل من كتاب الله وسنّة رسوله، وعلى العكس، فلو كانت قلّة معها دليل فالحق معها، وتكون الكثرة على ضلالة، هذا هو المقياس، فإن الله سبحانه يقول: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59] فهذا هو الضابط الذي من سار عليه استراح وأراح، ومن تركه وانصرف لعادات الناس ضلَّ وأضلّ.
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد