وكلُّ جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه
وسلم بأسانيد معروفة. وإنما الغرض هنا النَّهي عن اتِّخاذه عيدًا.
فمن ذلك ما رواه أبو يعلى الموصلي في «مسنده»: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم - من ولد ذي
الجناحين - حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَأْتِي
إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَدْخُلُ
فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ
أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ
يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ» ([1]).
رواه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ فيما اختاره من الأحاديث
الجياد الزائدة على الصحيحين، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم ([2]).
****
ومما يقوي هذا
الحديث أن: «كل جملة من هذا الحديث رُويت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأسانيـد
معروفـة» فيكون مؤيدًا بغيره، وله شواهد وطرق.
وقوله: «وإنما الغرض
هنا النهي عن اتخاذه عيدًا» الغرض هنا بعد ثبوت هذا الحديث ودفع ما قيل فيه، هو
بيان النهي عن اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيدًا، بالتَّردد عليه والإكثار من
السلام عليه والجلوس عنده؛ لأن هذا يفضي إلى الغلو.
قوله: «من ولد ذي الجناحين» يعني: من ولد جعفر رضي الله عنه، الذي قطعت يداه في غزوة مؤتة، فعوّضه الله بجناحين يطير بهما في الجنة، فسمّي ذا الجناحين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد