وأولئك إنما كانوا يتخذون قبورًا لا نجاسة عندها،
ولأنه قد روى مسلم في ((صحيحه)) عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلاَ تَجْلِسُوا
عَلَيْهَا» ([1]).
ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: «كَانُوا إِذَا مَاتَ
فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا
فِيهِ تِلْكَ التَّصَاوِيرِ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ([2])،
فجَمع بين التماثيل والقُبور.
وأيضًا فإنَّ اللات كان سبب عبادتها تعظيم قبر رجل
صالح كان هناك.
****
الوجه الخامس: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم نص على المنع من الصلاة إلى القبور، يعني: استقبال القبور،
ففي قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ، وَلاَ
تَجْلِسُوا عَلَيْهَا» نهيٌ عن أمرين:
الأمر الأول: الغلو في القبور،
وذلك بالصلاة إليها واستقبالها؛ لأن هذا وسيلة تؤدِّي إلى الشرك وإلى التعلق
بالقبور.
والثاني مما نُهيَ
عنه: الجلوس عليها، لِـمَـا فيه إهانة للقبور، ودين الإسلام هو الوسط في القبور
وغيرها، فقد حثَّ على أن لا تُهان وأن لا يُغالى فيها.
الوجه السادس: أنه لما ذكرت له بعض زوجاته صلى الله عليه وسلم - اللاتي هاجرن إلى الحبشة - ما رأته في أرض الحبشة، من الكنائس التي فيها التصاوير، قال صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ، إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (972).
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد